فاعتبروا يأولي الألباب !! / مريم بنت سيدي محمد

خميس, 27/09/2018 - 16:15

صدقت يا سيادة الرئيس...من يعرف العاصمة انواكشوط التي تعج بأحياء الصفيح ويشاهد اليوم التخطيط العمراني الذي شهدته تلك الأحياء السكنية وتوفير المياه والكهرباء يعرف جيدا صدق ماقلت، ولكن المواطن يحتاج للكثير...

يحتاج لزيادة الرواتب في ظل غلاء الأسعار، يحتاج لاكتتابات في كافة المؤسسات الحكومية مثل الإذاعة والتلفزيون والوكالة الموريتانية للأنباء في ظل البطالة القاتلة المدمرة لطموحات شباب درس وتخرج للشارع، يحتاج إلى من يبحث عن حقيقة الواقع بنفسه لا من يخبئ الحقائق عنك يا سيادة الرئيس ويخبرك بواقع مزيف، يحتاج الطلاب إلى إعادة منحهم التي قطعت ظلما وعدوانا...

يحتاج الأطباء إلى أن تلبى مطالبهم ويكتتبون في الدولة ، يحتاج التعليم إلى اكتتاب الكثير من المدرسين، يحتاج منك ياسيادة الرئيس أن تستعيد ثقة المواطن الذى خولك منذ المأمورية الأولى وذلك لن يكون إلا إذا نظرت بعين الإعتبار لكل هذه الحقائق وبحثت عنها وعن حلولها بنفسك ....

سيدي الرئيس إن الغضب و الاستهجان ينتشران يوما بعد يوم بين جميع فئات المجتمع نتيجة استنزاف ثروات و أموال وخيرات البلد وتجويع الشعب بالمقابل، وذالك بطرق شتى منها أن الأسرة تتكون من عدة أفراد ومعيلهم شخص واحد وقد يغيب أو يغيبه الموت و تصبح بلا معيل، وهنا مكمن الخطر، أسر كاملة لا تجد من يمد لها يد العون والبعض يتباهى بفائض في الخزينة و أرقام تتحدثون عنها وسيولة أموال، و المواطنون عاجزون عن توفير لقمة العيش فى ظل ارتفاع مستوى المعيشة الذي يزداد يوما بعد يوم و يعانى منه جل المجتمع فضلا عن انخفاض معدل الدخل.

لماذا ياسيادة الرئيس تعمل الحكومة على تحصيل الضريبة من المواطن البسيط و بطرق شتى وبالمقابل تقوم على إيقاف العلاوات والزيادات فى مرتبات الموظفين فضلا عن قلتها، مما يزيد نسبة معدلات الفقر ويجعل المواطن في حيرة من أمره.

ليس غريبا أن نتساءل كيف للحكومة أن تسعى بطرق مختلفة إلى تكريس المال العام في يد ثلة قليلة؟ وهو ما ظهر جليا في الثراء الفاحش الذي وصل إليه البعض في ظرف وجيز ، هؤلاء اللذين كانوا في الأمس القريب مثلهم مثل عامة الناس، و ليكونوا كذلك لكن لماذا لا يردون بالقليل القليل على هذاالشعب؟؟

سيدي الرئيس بلدنا غني ولدينا ثروات هائلة ومع هذا نشاهد فقرا لاذعا يدمي القلب ويقطع العروق لأسر تصبر على الجوع صبر أيوب فلماذا لا توفر لهم سبل العيش الكريم بتوفير الوظائف لمن يعانون البطالة و المستشفيات المجانية لمن يعانون من أمراض لا طاقة لهم لعلاجها و التعليم الجيد لأطفال هم قادة الوطن في المستقبل القريب؟ يريدون حياة كريمة فى هذه الدولة الغنية بمواردها الهائلة شكلا لا مضمونا ، أقول لك بكل صدق كل البرامج التي أطلقت لم تنجح في الحد من الفقر رغم ما سخر لها من ثروات هائلة. إنه بكل صراحة وطن يحتاج تغيرا شاملا لبطانة عاثت في الأرض فسادا ..

خذ مني هذه النصيحة ولتعلم أنها نصيحة من مواطنة لا تنتمي إلى أي حزب سياسي من أحزاب اليوم ولكنها تحب هذا الوطن حتى النخاع، مواطنة جمعت لك الأصوات في الانتخابات الرئاسية ومثلتك في المكاتب يوم كان جل من هم محيطين بك الآن في صفوف المعارضة، أقول لك بكل صدق يا سيادة الرئيس من أشار إليك بمضايقة الإسلامين ليس مخلصا لك ولا لهذا الوطن الذي يعرف القاصي والداني أن الإسلاميين جسده وروحه وأن هذا الوطن الشامخ يحبهم حبا لا يوصف وحبهم مغروس في النفوس من الطفل الرضيع إلى الشيخ المتوكل على عصاه ، وأن طلبة المعهد جلهم قادم من المحظرة الموريتانية و لا علاقة لهم بالسياسة و لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا همهم الوحيد تشبع بالعلم والمعرفة و زاد يتزودن به لدار الخلود يوم تشخص الأبصار والقلوب. .

ولتعلم يا سيادة الرئيس أن الشعب الموريتاني لا يقبل الظلم ولا يرضى بالهوان ويحفظ العهد ويثمن ويقدر نعمة الأمن والعافية والإسلام بالنسبة له هو صمام الأمان وهو الحصن المانع و الحامي والجدار الصامد في وجه كل الأزمات.

سيدي الرئيس ابحث عن صديق وفي صدوق يخبرك بالحقيقة، يخبرك أن الفقر والبطالة والجهل هما مكمن الخطر وسر تفكيك الشعوب.

مريم سيدي محمد